|
|
قصيدتان شعر: اليزابيث ريديل ترجمة: أديب كمال الدين
ولدت الشاعرة الأسترالية اليزابيث ريدل عام 1909 وعملت في صحافة بلدها منذ عام 1930. أصدرت الشاعرة مجموعتين شعريتين في بداية حياتها الأدبية، الأولى عام 1940 والثانية عام 1948 . ومن خلالهما حققت مكانة شعرية متميزة في الشعر الأسترالي المعاصر. يمتاز شعرها بقدرة لا تضاهى على الإيجاز
البحار العجوز
يحلم البحّار العجوز بجزيرة صغيرة تتكوّر مثل تفاحة في البحر الأخضر الكبير جزيرة صغيرة يستطيع أن يحملها بيده لينعطف بها إلى هذا الطريق ثم إلى ذاك يخلقها شجرة هنا وزنجياً هناك يلبس قبعة من سعف النخيل. لقد أبحر البحار طوال حياته حتى صار دمه مالحاً كالبحر كانت سفينته حبيبته وزوجته واجتاز كثيراً من الجزر حتى لم يعد يلقي عليها أكثر من نظرة عجلى على الرمل الأبيض المتألق للشاطئ المقوّس الآن أصبح البحّارُ عجوزاً يتمنى جزيرة صغيرة مثل تفاحة فقط لينظر إليها ويحملها.
ألحان الريف
حين خرجتُ لأتمشى قرب النهر المتدفق رأيتُ ما لم أكن آمل أن أراه: رجلاً أسود يغسل حصاناً أبيض. هكذا كان يمضي العالم. غسلَ ذيلَ الحصان وضفره أصفر العرض الغربي العنيف قد جاء إلى المدينة هكذا رأيتُ الحصانَ الأبيض الضخم ورفيقه الأسود الشجاع.
طارت الصقور البرية فوق الدخان فوق النهر المتدفق مشى الكابوي السكران باضطراب إلى الخلف وقادته ساقاه الطويلتان دون رغبة منه إلى حيث كان يمضي رأيتُ عينيه بزرقتهما المريرة رأيتُ من عَبرَ طريقي غير عارف من سيقفز فوق رأسي تلك الليلة فوق عمود الخيمة، فوق النجوم، فوق النهر المتدفق.
لن آمل ان أرى ثانية حصاناً أبيضَ قد كُسي بالأصفر الحصان، الصقور، النهر الفائض عيني الكابوي بزرقتهما المريرة أو الرفيق الأسود الشجاع.
****************************
All rights reserved
جميع الحقوق محفوظة
|
|