قراءة في (أربعون قصيدة عن الحرف)
|
' أربعون
قصيدة عن الحرف' هو عنوان الإصدار الجديد (دار أزمنة،
عمان، 2009) للشاعر العراقي، المقيم في أستراليا، أديب كمال الدين. وفي أوّل
مفارقات قراءة في هذا العمل أنّ عنوانه الرقم، يأتي مساوياً لعمر تجربة
الكتابة عند
هذا الشاعر الذي يصرّح بها، غيرَ مرة، في قصائد انشغلت بشعرنة الحرف والنقطة،
حتى
وصفته أعمال نقدية صادرة للتو ب'الملك الحروفي". وإضافة لعلاقة الصداقة بين الشاعر والحرف، والتي جعلت الشاعر يصارح حرفه أو ذاته المرئية في الحرف؛ أيضاً، هناك تجاور وتشابه أقدار الحرف والشاعر مع النهر والبحر والمطر والولادة والحديقة، أو بعبارة أكثر حساسية تجاه النقد، هناك تناصّ، لا مناص منه، مع بدر شاكر السيّاب في صفته مدوّن رموز وطقوس المأتم العراقيّ الحديث في قصائد المطر، الحب، والموت. فمن حدائق الحياة إلى حدائق الموت، بالإشارة، هنا، إلى قصيدة السيّاب 'حدائق وفيقة'، وتقول نهايتها: 'مثل نافورة عطر وشرابِ/ وخيال وحقيقة/ بين نهديك ارتعاش يا وفيقة/ فيه برد الموت باكِ/ واشرأبت شفتاكِ/ تهمسان العطر في ليل الحديقة'. الموت بين نهدي 'وفيقةِ' السيّاب، هو ذاته الموت بين نهدي 'عشتار' الشرق، أو 'ربة المعبد' الغريق، حيث ينادي الشاعر كمال الدين في قصيدة 'رقصة سرية' مُستحدثا مجيء ما كان: 'إلهي/ غنّت ربّة المعبد الحبّ والحبّ كلهّ...'. وإلى الآن، لم يزل الشاعر يراقص صوتها أو حلمها درويشاً نصفه نار ونصفه طين'.
'في حياتي/ قرأتُ الكثيرَ من قصائد الشعراء الموتى/ حتى امتلأتُ باليأس والموت/ فمتّ/ في حياتي القادمة/ سأقرأ الكثير/ من قصائد الشعراء الذين لم يُولدوا بعد/ علّي أحيطُ بأسباب الحياة/ إلى الأبد'. |
*****************************************************
أربعون قصيدة عن الحرف- شعر: أديب كمال الدين- دار أزمنة للنشر والتوزيع- عمّان 2009
نُشرت في صحيفة القدس العربي - لندن بتاريخ 30 - 10 - 2009