صدر عن الدار العربية للعلوم ناشرون/ بيروت
ديوان (مواقف الألف) للشاعر أديب كمال الدين عام
(2012) وقد ضمَّ 55 نصاً شعرياً. وما أن يقع الديوان
بين يديك حتى تجد نفسك، قبل أن تفضه لتقرأه، يستفزك
أولا العنوان (مواقف الألف)، ويجعلك هذا العنوان لا
تحتاج إلى البحث عن اسم المنشيء لأنك ستعرف أنّه
الشاعر الحروفي المبدع أديب، وأراني ومن خلال العنوان
أجده يمثل الشاعر هو نفسه لأنَّ بين الشاعر والعنوان
جامعا عقليا لا وهميا ولا خياليا وهذا مايدعونا إلى
معرفة ظروف الخطاب وأجوائه لكيلا يُتهم الكلام بالخطأ
البلاغي نتيجة لخطأ الاستدلال...
الألف ــــــــــــ أديب
وتستوقفك ثانيا، إن لم تكن أولا، لوحةُ الغلاف
التي رسمها الفنان (علي رشيد)، فتباينت فيها آراء بعض
الفنانين والأدباء حينما عرضتها عليهم، واليك بعضا مما
قالوه: ولادة الكون وعشوائية الوجود... وقال آخر: مثّل
فضاءً واسعاً يحتاج من يسبر غوره. ومنهم من رأى أنّه
يمثل طائر الهدهد، وفيه عشوائية في عدم ظهور تراكيب
الحرفية للعنوان. وأضاف آخر: رسم عشوائي لطير غير واضح
المعالم، ومنهم من قال لوحة مبالغ فيها من ناحية
الغموض وقال آخر لوحة مبالغ فيها من كل ما احتوته .
وأراني أجدها طيوراً تحرق صمتها سابحة في الفضاء أراد
بها الفنان علي رشيد أن تكون سانحة وكما يقول ابن
منظور في (لسان العرب) مسانحة الطير مرّ من المياسر
إلى المياسر، والسنح : اليمن والبركة.
فضّ الشاعر أديب كمال الدين ديوانه عن قصدية
مدروسة هذه المرّة بآيتين من الذكر الحكيم (آية /35 من
سورة النور، وآية /84 من سورة يوسف) وكأنّي بالشاعر
يعلن عمّا يريد أن يصرّح به من خلال قوله تعإلى (يهدي
الله لنوره من يشاء). أمّا الآية الثانية فأراها أقرب
إلى ذات الشاعر، ومعبّرة بشكل دقيق عن حالة الشاعر في
غربته بعد أن بَعُدَ عن الأهل والأحبة فهو كظيم. وقد
لا تجد غرابة فيما ذهبت أنا اليه ، وأنت تطالع نصه
الأول الذي مهّد به لمواقفه الكثيرة المتعددة: ((وتولى
عنهم .... وابيضّت عيناه من الحزن فهو كظيم))، هذا
التضمين والاقتباس من الكلام المقدس قد أكثر منه
الشاعر في ديوانه هذا ، وسنترك الحديث عنه في حينه في
وقفة أخرى إن شاء الله تعإلى..
بدأ نصوص ديوانه هذا بنص (مفتتح) سمّاه بذلك
ليفتتح به عالم مواقفه المتعددة بدءاً من (مواقف
الألف) وانتهاءً ب (موقف الجنة). وأجدُ أنّ الشاعر قد
عمد إلى ذلك، فكل مواقفه السابقة يأمل أنْ تفضي به إلى
موقف نهائي وهو (موقف الجنة).. ولا غرابة حين تجده قد
أسس لنصه هذا بقوة وادراك ووعي ودراية :
اقتبسْتُ من النفري جملةَ البدء
ومن دمي جملةَ المنتهى
وما بين الجملتين
بعينين دامعتين
وقلب يشبهُ شجرةَ الأمل
كتبتُ كتاباً في مدحِ ملكِ الملوك،
ذاك الذي يقولُ للشيء كنْ فيكون.
نجده قد أسس لنصه بقوة حركية الحدث الماضوي
القابل للتجدد على الرغم من بنية الزمن الماضوي التي
لا تنتج الاّ الثبت في الماضي كاشفا لنا في بداية النص
ما اقتبسه من (النفري) أول الحال أو النشأة لتكون
بداية مواقفه بـ(الألف) بشكل ابداعي ذكي دقيق، فيبدأ
باقتباس أوّل شيء أو الأول من كل شيء من هذا الرجل
الصوفي الذي توفي في منتصف القرن الرابع الهجري
(354هـ) من كتابيه (المواقف) و(المخاطبات) جاعلا من
مكونه الحيوي عنصر بقائه، غاية الشيء وآخره ، أو أقصى
مايمكن أنْ يبلغه ، أو نهاية مايريد أن يكون فيه..
ونستشف أنّ ابداع الشاعر جعله ينتج بعفوية ابداعية
قريبة من النفس مفردات ورد فيها حرف (الياء) تسع عشرة
مرة ، وهو حرف من حروف المباني ، وهو حرف لين ، ورد في
مفردات هذا المقطع بشكل عفوي مما أضفى على النص مسحة
حزن شفيف ولّدته الإيقاعات التي تشكلت عبر المفردات
التي تواجد فيها فولد انسيابية تملك على المتلقي
انفاسه في تاثيرها عليه.. وكأني به بدأها بالألف
وضمنها في نهاية نصوصه (الياء) فكانت(ألف ياء) ..
وكأنّ المتلقي راح يحس قبل وقوفه على (الموقف الأول)
يشعر بهذا الحزن الشفيف الذي يغلف موقف هذا الشاعر
المبدع في مواقفه كلّها وأراني اجد الشاعر عمد إلى أنْ
يرتفع بالمتلقي من أدبية نصوصه إلى التعبير القرآني
الساحر باقتباس وتصرف وتضمين واعٍ :
ذاك الذي يقولُ للشيء كنْ فيكون
لقد وظّف كلَّ ذلك بشكل قصدي ابداعي ليمنح نصه
عمقا دلاليا مفعما بالحيوية والحركة الخلاقة.. ومن
خلال اختيار مفردات احتوت على حرف (السين) الذي هو من
الحروف الأسلية الذي يضفي تكراره في الكلام إيقاعا
صوتيا هادئا .
استهل الشاعر موقفه الأول (مواقف الألف) بحدث
ماضوي عن قصد ليمنح نصه منذ بدايته حيوية زمنية بفعل
واقع في زمن وانْ حدثه قد انتهى لكنّ تأثيره باقٍ :
أوقفني في موقفِ الألف
وقال : الألفُ حبيبي
إنْ تقدّمتَ حرفا ،
وأنتَ حرفٌ،
تقدمتُ منك أبجديةً
وقدتُكَ إلى أبجديةٍ من نور.
وقال: سيسمّونكَ (الحروفيّ) فتبصّر
|
نلحظ أنّ الشاعر في هذا المقطع قد كثّف ايراد الحدث الماضوي
للافصاح عن موقفه السابق الذي بُني عليه موقفه الحاضر
والمستقبل وأنهاه باستخدام أسلوب طلبي أمري (فتبصّر) داعيا له
أن يكون بصيرا بالأمور. كما نلحظ أنّ الشاعر عمد إلى انهاء بعض
أسطر هذا النص ونصوصه الاخرى بفواصل بعدها مساحات لانهائية
بيضاء حتى أنه عمد إلى وضع هذه الفواصل في نهاية جملة الطلب
ليشعر المتلقي باستمرارية الحدث وتواصل الكلام مع المسكوت عنه
في نصوصه كلها ، ولم يكن الشاعر قد بنى نصوصه القديمة مثل هذا
البناء ، وكأني به عمد اليها لعلمه بأنها غالبا ما تفيد
الابانة بين أحد الشيئين من الآخر حتى يكون بينهما فرصة، وعمد
اليها ايضا لجعلها أشبه بالشذر الفاصل بين شيئين ثمينين في
قيمهما ، وكأن بها أفرز تعبيرات النص وما زها ... واجده ربما
عمد اليها لأنه وجدها بمنزلة القافية ، ليميز نصه هذا ، ويقف
من خلالهما وقفة تتجسد بصمت أو بياض ناصع لا شائبة فيه... وهي
وقفة محملة بدلالية لغوية، فهذا الربط داخل النص لم يمنع
الوقفة التامة دلاليا ونظميا من الوجود ولم يخرج الشاعر في ذلك
على الذوق التقليدي السائد.
يبدأ الشاعر في بناء مقطع جديد وبهندسة بنائية جديدة محكمة
البناء اذ يبدأها بجمل اسمية، وأراني أجده بدأ المقطع بجملة
اسمية مقترنة بالفاء كدليل على المسكوت عنه فدلت الفاء على
الترتيب والتعقيب ليحسب المتلقي حسابه في استلهام المعنى غير
المصرّح به بالسواد ، يقول الشاعر:
فالليلُ طويلٌ، والراقصون كُثر ،
وهم أهلُ الدنيا وأنتَ من أهلي
فكيف سيكونُ بصرُك؟
وكيف ستكونُ بصيرتُك؟
وكيف ستختارُ نجمَك
وأنتَ لستَ ممَّن يقرأ الشمس
أو
طالعَ الشمس
ولا بالذي يقتفي أثرَ القافلة
بحثا عن الذهب...
نلحظ أنّ الشاعر بدأ هذا المقطع بجملة اسمية وأردفها بجملة
اسمية أخرى، وفي السطر الثاني فعل الشيء نفسه. أما في السطر
الثالث فبدأها باسم استفهام (كيف) دال على الحال ليضفي على
تعبيره دقة تعبيرية وموسيقى منغمة ذات إيقاع ساحر كما زيّنها
بشيء من المجانسة بين (بصرك، وبصيرتك) منحت التعبير إيقاعا
منغّما أكثر وقعا في النفس وأكثر دفقا يمتلك على المتلقي
احساسه .. وينهي هذا المقطع بجملة اسمية بنفي عن المخاطب كونه
ممن يقرأ الشمس ليكون في دائرة الضوء، بحثا عما يجري الناس
نحوه أو يبحثون عنه أو على أنه هو غايتهم التي يسعون لتحقيقها
أو هو هدفهم المنشود الذي يناضلون من أجله.
يذهب بك الشاعر في كل مرة وفي كل تعبير إلى مناطق تعبيرية
متفردة في بنائها الهندسي الكلامي وصوره الفائقة الجمال يجعلك
تقف تتملى هذا الدفق التعبيري الساحر الأخاذ ليملي عليك
تأملاتك بأشياء سحرية جميلة عالية الفن تقف عندها فتتملاها
بشوق ورغبة عارمة وانبهار، يقول:
هو
يشيرُ إلى الجزء ، وأنتَ في الجزءِ أجزاء
ويمضي قدما يعزف ببراعة مذهلة سمفونيته التي تفرد في عزفها
وتاليفها وتوزيعها ببراعة:
وهو يشيرُ إلى المعنى
وأنتَ في المعنى قلب
وهو يشيرُ إلى القلب
وأنتَ في القلبِ طفل
وهو يشير إلى الطفل
وأنتَ في الطفلِ حلم
وهو يشير إلى الحلم
وأنتَ في الحلمِ نهر
نلحظ في هذا المقطع مسرحة الصورة المعبرعنها بدفق شعري اخاذ
بأن جعل التقابل بنية ايقاعية اعتمدت على كسر وحدة الزمن التي
لحظها المتلقي عند سماعه لهذا التعبير الساحر الممتد في وقت
محدد محسوب فتجلّى الاحساس بالإيقاع بشكل جلي لأنه يعلم أنّ
العمود الفقري للابداع هو الإيقاع، وهذا ما أكسب عباراته نموّا
حيويّا ..
ولو أعدنا قراءة هذا المقطع لوقفنا على هذا الزخم الصوتي الذي
تولّد من خلال تكرار اللام والقاف والطاء ، فانّ ذلك انّما هو
انعكاس لتصاعد المؤشر التأثيري للحالة التي يعيشها الشاعر:
هوـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المعنى
أنت ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ المعنى
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ القلب
هو
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الطفل
أنت ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الطفل
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الحلم
هو
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الحلم
أنت ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الحلم
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ نهر
لقد عمد الشاعر أديب كمال الدين لاظهار فرادة البنية الشعرية
عنده بأن جعل جماليتها نابعة من هذه المسحة الابداعية، لتزويق
الواجهة الكلامية، بعد أن درس بعمق، فتفنن بهذا الشكل البلاغي،
وفي توزيعه لموازنة السطح الكلامي بهذه الهندسة الخاصة، لتنث
جماليتها بهذا الشكل المبدع، مما ولّد هذا التناسق الصوتي في
هذا المقطع، مما زاد في فرادة الكلام ورونقه..
ومما نلمسه في هذا الديوان بشكل جلي أثر الظاهرة القرآنية في
أسلوب الشاعر وصوره ومعانيه مما منح نصوصه خلوداً في المعنى
وقدسية في التعبير:
كيف سأسقيكَ من أنهارٍ من عسلٍ مُصفّى،
أنهارٍ لذّة للشاربين
لا
فيها لغوٌ ولا تأثيم؟
وكيف ستجلس في مقعدِ صدْق عند مليكٍ مقتدر؟
نلحظ عفوية التعبير وصدقه وشفافيته، وأثره العميق في النفس
حينما تنثال فيه التعابير القرآنية بكل قدسيتها وطهارتها
وجماليتها العذبة.. كاشفة عن معاناة الشاعر وعذاباته وهو بعيد
كيوسف عن أهله لا يعرفون عنه الاّ النزر اليسير:
يا
ليت قومي يعلمون
فكيف سيعلمُ بكَ قومُك
وهم يجهلون نجمَك
وكيف تبصرُ ويبصرون،
وأنتَ الذي يتقاذفك الليلُ جمراً
والنهارُ ثلجاً
والفجرُ صلاةً
والظهرُ ارتباكاً
والغروبُ بحراً
والعصرُ بكاء؟
تستشفُ وأنتَ تقرأ هذا المقطع ما وراء السطور من حزن شفيف الذي
اتضح من خلال التدرج في الزمن مُعبّرا به عن علاقات الأشياء
ليؤدي ذلك إلى نسق تقابلي ليعبر عن دلالة المداومة والمعاودة
على لزوم فعل (التقاذف)
الليل جمراً ــــــــــــــــــــ النهار ثلجاً
الظهر ارتباكاً ـــــــــــــــــ الغروب بحراً
الظهر ارتباكاً ـــــــــــــــــــ العصر بكاء
وقد نجح الشاعر فيما أراده من توفير قدر من الجمال البلاغي
يؤثر في الذوق والعقل والحس جميعا وما يكتنف الشاعر في غربته
وهو بعيد عن الأهل والاحبة فلم يبق من وقته مايتأمل به:
ولكنّ الوقت ليس وقت تأمّل
فاقرأْ واصعدْ
وفي كلِّ صعود
قل
اللهمَّ مالكَ المُلْكِ تؤتي المُلْكَ مَن تشاء
وتنزعُ المُلْكَ ممَّن تشاء.
ونستشف من هذه الأفعال الأمرية الواردة أن الأمر فيها امتد
ليكون بنية توليدية بتحولاته العميقة لينتج دلالات أخرى غير
الطلب الذي وضع له فعل الأمر وهنا أنتج دلالة الدعاء ويرجع ذلك
إلى بنية العمق .
كما وأن الشاعر بهذا التحول البارع المتزن العميق الايمان قد
انتقى من الكلام المقدس ماهو قريب إلى نفسه وحالته، ليضرب بشكل
مؤثر على أوتار القلب المفعم بالايمان فاعتمد على تضمين الكلام
المقدس ليؤسس جمالية فائقة تتولد من امتزاج المعنى القرآني
بالمعنى الذي
أراد الشاعر التعبير عنه، وذلك لاستحصال صورة جمالية يخدم بها
صورة التعبير المقدس ليعطينا في النهاية واقعا جديدا..
فكشف الشاعر به ما تجذّر في دواخله من أزمان ماضية جدا، وأراني
أجد أن الشاعر حاول أن يستبطن كلامه بهذه الحركة الاستدلالية
التي اعتمدها من الكلام المقدس لتتأسس عنده هذه القوة
الايمانية التي تنبض بها أغلب نصوص هذا الديوان لاسيّما نصه
(مواقف الألف)، هذا ماجعل صوره مزدانة بحُلّة ايمانية في غاية
البهاء والنضارة، حُلّة قشيبة فاتنة أخاذة، دافقة بصدق التعبير
وحيويته الساحرة، فتجده يستجير بالخالق لإنقاذه مما يخشاه في
هذا الخريف الصعب من حياته فيلجأ إلى الله سبحانه وتعإلى
مستجيراً لينقذه من قسوة الحياة الغربية ومن غدر الغرب، وأن
ينقذه من الفتنة وقسوة الحياة ، فيسأل الله تعإلى أن تحمل له
الحياة الصفاء والايمان والطيبة..
ومن يطالع نصوص هذا الديوان المتميز بلغته وصوره النابضة
بالحياة وتعابيره البلاغية الساحرة وسلاسة جمله وصدق وعفوية
تراكيبها يستشف في كل ذلك عفوية الحركة وسحرية التعبير وأن
الحياة مرسومة بقوة ايمانية وبألوان زاهية يفتح الشاعر رمزيتها
ليمزجها بواقع عرف خباياه، وأختبره رغم قساوته ومرارته.
يقول الشاعر المبدع أديب كمال الدين في ختام نصه المميز:
فاجعلْني من العابرين إلى شمسك،
شمسك التي تبدأُ بالياء وتنتهي بالسين.
إذ
ما كنتُ يا مَن يقولُ للشيء كنْ فيكون
ما
كنتُ الاّ حرفاً
ما
كنتُ الاّ ألفاً
مَصيري إلى التراب
اذ
خلقتني من طين.
يكشف الشاعر المبدع في نهاية نصه الإبداعي المميز قوة ايمانه
وبراعته في تصوير هذا الايمان.
أرى أن هذا الديوان الشعري المتفرّد في إبداعه جعلنا نلمس فيه
تطوراً ابداعياً مميزاً. لقد حدث هذا التطور من داخل البنية
الشعرية نفسها لإنشاء صيغ إبداعية فذّة تقف في قمة هرم الحداثة
الشعرية العربية وهذا ما جعلني لا أتقيد بشيء في دراسة هذه
التجربة الشعرية الباهرة المتميزة إبداعيا وفكريا وتاريخيا في
تكوين المتون التي درسناها والتي نجد فيها محور التطور الشعري
الخلاق حيا دافقا في المتن الشعري في كل نص.
لقد تحقق في هذا الديوان الإبداع الحقيقي المتفرد ولنصوص شعرية
متقدمة ومتميزة في اسلوبها وتراكيبها وصورها البارعة .
الديوان يستحق أن يُدرس دراسات عميقة وافية، فكل نص فيه يمكن
أن يُدرس أكثر من دراسة.
نسأل الله تعإلى التوفيق لهذا الشاعر المبدع حقا (ويهدي الله
لنوره من يشاء)، وإلى مزيد من الألق الإبداعي الثر.
***********************************
نُشرت في صحيفة الزمان اللندنية
في 2 نيسان- أبريل 2012
*
مواقف الألف - شعر: أديب كمال الدين – الدار العربية للعلوم
ناشرون- بيروت، لبنان 2012
|