نملة تحلب البحر
|
|
إلى الحروفيّ "أديب كمال الدين" صديقي الذي هو أبي.. ودام نقيا
جلال الأحمدي
وأنت مَن سيقول لك صباح الخير؟! من يعدّ لك قمراً كل مساء؟! ويبخّرُ خُطاك برائحةٍ تشبه النياشين؟! من يسرق لك من حزنه لهفة ًويحجز لك مقعداً في السماء؟! من يهشُّ عنك ذباب الموت والأصدقاء الجدد؟! من منك الذي يبكي في الكرخ تحت كل نخلة قصيدتين؟! "طائرتك الورقية" بانتظارك الحزن الطيب اللذيذ هو الآخر صار كبيراً أكبر من الأرض لكنه أيضا يغني بصحبة امرأة تمنّتْ لو قبلتك قبل الحرب وبعد الحرب وفي منتصف المعنى حين تكون متورطا بالنبيذ الذي خبأه لك الله في شفتيها.
***
وأنا أقول لك صباح الخير صباح الخير يا نجما وحيدا في "بلاد الكنغر" صباح الخير وأنت تفتح الغيمة لتُخرج البحر وتحمله كاملاً إلى ثغر النور صباح الخير.. وأنت تمرر الأغاني من بين ثقوب الحجارة وتدري بأنّ هنالك طفلا أخيراً لفظته الرمادات يشبهك لولا أنه أنت يفرغ ذاكرته إلا من حمام المآذن ويرمي بسنارة أحلامه .. فتسقط السماء.
***
أخبرني ! كم مرة أكلتك الأرض؟! فلمن ترجع محملا بالحلوى وبهارات الفرح؟! كم مرة صبغتَ شجنك وابتسمتَ في وجه الريح؟! كم مرة قلتَ سأعود .. لكنه لا يعود؟! هل من صدفةٍ تجمع الماء بالماء؟! أظنك أخبرتني ذات عيون من الرصاص لكنني لم أكن محظوظا لأسمع الله ينبض في صوتك لم أكن محظوظا لأرى الوطن الأخير لم أكن محظوظا لنخدع الشمس, ونصلي ركعتين معا وكأنا زمان وحيد فكيف أصدق أمي حين تقول بأني حبيب الله؟! وأنا يا "حروفيّ" ما متُّ مثلك.. ما جعتُ مثلك لثدي البرد في موطني وما اشتقتُ مثلك إلى أنثى وحين رأيت السراب هتفتُ عرفتُ القصيدة.. عرفت القصيدة.. وما قد عرفتك َ فقل لي صباح الخير.. أعرف أنّي لم أستفق بعد وأنّ النبيذ الذي يأخذني نحوك قد يموت قبل اكتمال اسمي فقل لي صباح الخير يبدأ العمر من صباح الخير يبدأ الحب من صباح الخير يبدأ الوطن من صباح الخير.
******************************** جلال الأحمدي ـ اليمن 8/3/2009
|