أديلايد
شعر: د. مصطفى الكيلاني - تونس
إلى: أديب كمال الدين
السماءُ التي أبصرها الآنَ بلا لونٍ
هي سمائي...
فراغات كأوّل طوفان
بدايات كآخر زقْزقةٍ لطائرٍ ينبعث
من حريقِ الذاكرة
نهايات كَبَدءِ حكايةٍ لم تكتملْ بعد...
- مَن لي بطائرٍ يحملني فجراً إلى أديلايد ؟
هذا متوسّطي أمواجه متعبة
والريح التي أركبها بغير اتجاه...
أنتظرني سرّاً قبل المغيب
أسأل البحر عن البحر
أسأل الرصيف عن ذاك الطيف المضطجع
أسأل الطيف عن الحديقة
أسال الحديقة عن طفل مُهاجر
أسأل الأضواء الليليّة في زجاج المغارات
عن مُسمَّيَاتٍ تحرّرت من أسمائها
أسأل لغتي عن لغتي الأخرى
أسأل أديلايد عن أديلايد
في أوّل ضجعة قبل الوصول...
متوسّطي أمواجه متعبة جداً
والمدن التي أبصرها الآن من شبابيك فرحي البدائيّ
مطفأه...
إلاّ أنتِ أديلايد !
حبّاتُ رملٍ ضوئيّ تنتشرُ اللحظةَ في سمائي
موسيقيّون ورسّامون وشعراء
يعبرون ظلال الزَحمة
في "الرندلمول"(1) المنتشي بأطياف ظلاله...
يُلوحون لسفينة الريح القادمة اليهم...
ويندسّون في آخر الحدّ الواصل
بين ما قبل الحرف...
مابعد النقطة.(2)
***********************
1 - الشارع الذي يقيم فيه الشاعر أديب كمال الدين بأديلايد في أستراليا، حالياً.
2 – عنوان المجموعة الشعرية الصادرة لأديب كمال الدين ، عام 2006.