آراء

 

   تفضي تجربة الكتابة الماثلة في تجريب اللغة ضمن دواوين لأديب كمال الدّين إلى تقليب جديد حادث للتجريب عند تحويل الكتابة الحروفية من دهشة العلامة الخطية والما- وراء الدلالي الماثل فيها إلى استثمار بُعْد آخر لها بتوجيه العلامة الحروفية إلى الحدث/ الواقع وشيئية الوجود الفردي والجمعي بمختلف التفاصيل شبه الحسيّة والاستبطانية والرمزية.وبهذا الاستخدام الحُروفي للكتابة الشعرية السالف والحادث نشهد ميلاد تجربة كتابية مختلفة في الشعر العربي المعاصر مَرّت ببدايات التجريب الأولى وتلبّسها في الأثناء خطر التكرار.إلاّ أنها سُرعان ما أفضت بعديد من متراكماتها وتقلّبات أحوالها في المكان السالف والأمكنة الحادثة إلى إبْدال كبير، كالحُروفية العربية في الرسم تُؤسس لأسلوب كوني مختلف في التعبير. فأثبتَ أديب كمال الدين بمُجمل دواوينه أنّ الحروفية العربية في الشعر إمكان للتحقق أيضاً، رغم الاختلاف الخصوصي القائم بين علامية الرسم وعلامية الكتابة الشعرية في مستوى جمالية التمثل والأداء. هنا تنكشف، بما لا يدع مجالاً للشك، إضافة أديب كمال الدين لراهن الشعر العربي.

د. مصطفى الكيلاني

جريدة الزمان 5 آذار– مارس 2007

 

   استطاع هذا الشاعر خلق شعريته الخاصة من جهة التعامل الدؤوب مع الحرف والنقطة حتّى أنسن الحرف وأنسن النقطة !فأنت لا تقرأ حرفاً خالصاً كما تراه أنت أو أنا!!  وإنما تقرأ الحرف كما يراه الشاعر! وليس ثمة سوى التشفير أحياناً والتماهي مع الحرف أخرى وتمجيز الحرف ثالثة في فضاء لانهائي تتوحّد فيه الأصوات والمرئيات والمشمومات والمجرّات والحبيبات حتّى يعسر وضع حدود بين المحدودات! إذن (الحرفنقطة)  باختصار واتساع شديدين عالم القصيدة والقصيدة أيضاً عالم الحرفنقطة! ذلك ما تؤسسه جلّ قصائد أديب منذ ديوان عربي! يمكن للقصيدة هنا أن تطوِّع  عالم الحرفنقطة فتخلِّق منه كلّ مفردات القصيدة وأعني كل مفردات التجربة الشعرية لدى أديب! كيف؟ نعم كيف؟ الجواب هو مقترن بطقوس الرؤية لدى الرائي! الحرف كلّ شيء  وكلّ شيء الحرف! السماء حرف والأرض كذلك! القتلة حروف والمقتولون حروف! الحبيبة الطاهرة حرف  واللعوب الغادرة كذلك! الثنائيات حروف: الليل والنهار، الموت والحياة، الإبداع والاتباع! ليس ثمة مشكلة على مستوى الرؤية! ولكن كلّ المشكلة في مشغل القصيدة! أن تحوِّل المحسوس مجرداً والمجرد محسوساً! أن تؤنسن مفردات الطبيعة أو تعيد مفردات الإنسان إلى الطبيعة!!  أن تتصبب عرقاً وأنت تكابد موسيقا الحروف كي تكون موسيقا القصيدة! أن تدخل بهاء المجذوبية بوعيك وأن تدخل وعيك بمجذوبيتك! أهذه مشكلات اعتيادية في توليف الشعرية الجديدة التي تتنزه عن الانتماءات المغوغأة للمدارس أو المذاهب أو الأجيال أو البيانات! لاشيء يشغل بال القصيدة عند أديب! لاشيء يشغل باله يقيناً! نعم المتلقي (وهو ضالة المنتج بوصف المتلقي هو المستهلك الوحيد) المتلقي  قارئاً سامعاً لا يشغل بال القصيدة عند أديب! تجنيس القصيدة لا يشغل بال القصيدة! ما يشغل بال القصيدة هو الحرفنقطة! لقد ملأت الحروفية حياة الشاعر الشعر وباتت شعريته!

أ. د. عبد الإله الصائغ

مواقع دفاتر وأشرعة وعراق الكلمة 3 كانون أول- ديسمبر 2006

 

   النصّ الشعري الذي بدأت به، وانتهت إليه، خبرة الشاعر أديب كمال الدين نصّ يقوم على ما عُرف بالحروفية. وقد كتب عن هذه الخبرة الشيء الكثير، وأُضفيت دلالات جمّة على رمزيتها، وما هذا الاختلاف في تأويلها سوى علامة على غنى النصّ الشعري والخبرة التي تقوم دعامة لها. وضعت الحروفيةُ الشاعرَ خارج السرب، سرب جيله السبعيني المهموم بالحداثة الشعرية على الطريقة الأدونيسية، فسلك بذلك درباً خاصاً، غامر في استكشافه وحده، وانتهى إلى هذه الغابة المتشابكة من الرموز الحروفية، والسرد المشوّق، والبناء المحكم للنصّ. الحروف التي يطلقها أديب كمال الدين تعبر عن حيوات كاملة، وذوات فريدة، وعوالم نابعة من التخييل المبدع. الحروف احتجاج على عوالم الظلم، والضياع، والحرب، وهي خيّرة وشريرة، حيّة وميّتة، بل هي ألغاز ومفاتيح لفكّ المستغلق من هذه الألغاز نفسها. الحروف أيضاً انسجام وتنافر، إنها التناقض المطلق. وهي، من جهة أخرى، أدوات، ووسائل، وغايات، استعملها الشاعر ليحاول استبيان غموض العالم الداخلي، وغرابة العالم الخارجي، من دون أن يقرر بلوغه الفهم الأخير لكلّ شيء، فكلّ شيء يبقى مفتوحاً ومنفتحاً على المزيد من استعمال هذه الأدوات في البحث الروحي. ومن هنا تكون الحروف وجوهاً للشاعر نفسه، فهو أيضاً ذات فريدة، وتخييلي مبدع، ومحتجّ على عوالم الظلم، والضياع، والحرب، وهو حيّ وميّت، إنه التناقض المطلق أيضاً. نصوص الحروفية عالم رحبٌ وممتع، والسرد الذي يغلّفها يتماهى بها ولا يعود إطاراً خارجياً، بل يتحول السرد إلى مكوّن أساسي للشعرية الحروفية. إنها نصوص تناجي الغيب والواقع، فتبقى معلّقة بينهما، تعيش حالة المابين، ومعها يجد القارئ نفسَه سابحاً في أحلام يقظة، ونهارات غائمة، وسلام مزيّف، وهدوء يسبق العاصفة: وتلك هي شيمة الحروف المتحوّلة، والشاعر الذي يحاول ترتيبها ترتيباً جديداً كلَّ مرّة.               

د. حسن ناظم

 الحروفيّ 2007

 

    في العمل الابداعي الكبير أكثر من مجرى سرّي يحفره المبدع في وجدان قارئه، وكلّما كان هذا العمل موجزاً أومكثفاً زاد القارئ به إغراء ودهشة، وهذا شأننا مع تجربة الشاعر أديب كمال الدين الذي يشارك بفاعلية في تأسيس المنجز الشعري الأحدث والأجد بلغة لا تستعجم، وفي إطار أبعد ما يكون عن الشكلانية المحكومة بالإبهار الخاوي.

 أ. د . عبد العزيز المقالح

جريدة الحياة  5 آب- أغسطس 2005

 

    إنّ أديب كمال الدين شاعر ذو منهج خاص به، وقد أثبتَ خلال مدة طويلة من التجريب والتعميق أنه مخلص لمنهجه هذا غايةَ الإخلاص، ذاهباً معه إلى أقصى حدّ، مستفيداً من اكتشافاته الجديدة، ويبدو أنه يقف منه على جديدٍ في كلّ مرّة.

  د . مقداد رحيم

 مجلة عمّان الثقافية - الأردن - العدد 129  آذار- مارس 2006 

 

   المدهش أن الشاعر أديب كمال الدين لم يقع في نمطية يقوده إليها تكرار استخداماته الحروفية التي امتدت إلى أكثر من مجموعة شعرية. ولعلّ وعي الشاعر لتفاصيل مكوّنه التجريبي والمعرفي هو الذي منحه هذه الحصانة التي وقع فيها كثيرون غيره حاولوا أن يجدوا لهم طريقاً مختلفاً يمنحهم تميّزاً أو ريادة خاصة. لذا نجده وفي كلّ مجموعة من مجاميعه وقد اكتشف أرضاً جديدة تصلح أن يبذر فيها قمحه الذي لا ينمو إلاّ في أحضان حقل لم يجد المسافرون إليه طريقاً فظلّ محتفظاً بعذريته ونقائه.. وكأنه لا يصلح إلاّ لبذار هذا الشاعر.. وأجد هنا أنّ المكوّن المركّب لتجربة الشاعروإقامته الدائمة عند ظلال هذه التجربة ومجاورته لها كأيّ قدّيس لا يقدر أن يبارح صومعته تحت أكثر الفصول  شراسة هو الذي بنى هذا التقارب الروحي بينه وبينها إلى الحد الذي جعل مغادرة مكانها أو زمنها عملية عسيرة  تشبه انفصال الروح عن الجسد.

 

عيسى حسن الياسري

مواقع ألف ياء والهدف الثقافي والمثقف22   كانون الثاني – يناير 2007

 

   الحروف والنقاط، إذن، هي إمتياز أديب كمال الدين وتفرّده وواسطته للارتقاء إلى عالمية الشعر، والغور في ملكوته المقدس. ولعل ما يميز قصائده، على الرغم من حروفيتها، اهتمامها بالمعنى واستقراؤها لقيم الحياة الإنسانية ونفاذها إلى جوهر الوجود.

صباح الأنباري

مواقع المثقف وكتابات والهدف الثقافي  11 أيلول – سبتمبر 2006

 

   قدّم الشاعر العراقي أديب كمال الدين خلال تجربته الشعرية التي امتدت لأكثر من ثلاثة عقود الشيء الكثير في الكتابة الشعرية، واستطاع أن يؤسس له أسلوباً منفرداً في القصيدة الحديثة والتي تمثلت بـ(القصيدة الحروفية) وأيضا ب(قصيدة النقطة)، وهذه الاستخدامات شكّلت أنموذجا مميزاً لخصوصية هذا الشاعر.

زهير الجبوري

جريدة الزمان 20 نوفمبر- تشرين الثاني 2006

 

   استطاع الشاعر أديب كمال الدين أن يؤسس عالمه الشعري المتفرد على لبنة حروفية عبر حالات الاستكناه لذاتية الحروف ليقف في مقدمة الجيل السبعيني في العراق. إنّ تجربته الطويلة مكنته من استلهام روح الحرف ليحلّق به ضارباً عرض حائط اللغة وساخراً من وصايا النظامين الذين عانت شرايين الحرف على أيديهم من مرض التكلّس. الحرف لديه امرأة وطير ورمز وقمر ورسالة حبّ وصلاة عند الغروب وأغنية على بحيرة ونهار مشرق. ومن تعدد هذه الدلالات استطاع الشاعر أن يشيد مملكة للحرف ويجلس متربعاً على عرشها.

عبد الرزاق الربيعي

جريدة آخر خبر - عمّان - الأردن 14 تموز 1994

 

   يعتبر الشاعر أديب كمال الدين أحد أهم الشعراء السبعينيين في العراق.

فيصل عبد الحسن

جريدة الزمان 8 آذار- مارس 2004

 

   يمكن لأديب كمال الدين أن يرفع اسمه من أيّ عمل شعري يكتبه لنعرف أنه يعود إليه، وهذا الرهان الصعب على نحت بصمات أصابع خاصة، في عالم يموج بآلاف الشعراء، استطاع أن يحققه الشاعر بدأب الصابرين الطويل على طريق تجربة محفوفة بالمخاطر، نادرة المرجعيات، مجهولة النتائج والنهايات.

هادي الربيعي

جريدة الزمان 23  حزيران 2001

 

   عانق الشاعرُ أديب كمال الدين الأشياءَ بسردية حكائية وصفية شعرية فريدة ، مقرّباً المسافة بينه وبينها في تلاحم ممدد، ولم تنفلت من وصفه الدقيق حتّى اللحظات التي ينكبّ فيها لكتابة الشعر.

مالكة عسال

مواقع ميدوزا والمثقف وأقلام  26 أكتوبر– تشرين أول 2006

  

   لغة شاعرنا لغة بسيطة واضحة الدلالات لكنها تستبطن موروثاً عميقاً وتوظّف مخزوناً ثقافياً عريضاً واسع الآفاق. وفي طوق الشاعر مُكنة خاصة به على قول الأشعار المؤثرة واضحة الأهداف يُنفّذها بأشكال مباشرة دقيقة الاتجاه والتصويب.  لكأنها تسعى عارفةً أهدافها ومواقع التأثير في نفوس قارئيها.

 د . عدنان الظاهر

موقع الكاتب العراقي- الأول من شباط- فبراير 2006

 

   مع أديب کمال الدين، الذي تجد في شعره موسوعةً معرفيةً مترامية الأبعاد، تشعر أنك أمام حالة أخرى هي غير تلك الحالات المألوفة التي تصطف هنا وهناك تحت خيمة الشعر، إنه حالة نادرة في بحثه المستمر وغير المألوف عن ماهية الإنسان وصراعه مع دنيا الوجود ومع ذاته قبل کلّ ذلك. إنه الهادئ في ظاهره والممتلئ صخباً وضجيجاً في أغواره.

نزار جاف

صحيفة كوردستان ريبورت 11 أيلول - سبتمبر 2006

  

   وضع الشاعر أديب كمال الدين مع زملائه شعراء السبعينيات في العراق، في نصوصهم وقصائدهم وبياناتهم الشعرية وتجاربهم المتنوعة والمتعددة والمغايرة، القصيدة الجديدة ليست على المستوى الشعري العراقي فحسب بل على مستوى المشهد الشعري العربي على عتبة حداثة شعرية جديدة ومختلفة في البنية والرؤيا والأدوات والتجارب.. وكان الشاعر أديب كمال الدين أشدهم جموحاً وتأرّقاً في السعي إلى كتابة قصيدة حداثية وجديدة متقنة تكافئ القصيدة الشعرية العربية التي بدأت تظهر بوضوح في لبنان ومصر وسوريا، وأن يكتسب نصه ملامحه المتميزة من تجلّيات أسلوبه وتنوع تركيباته وخواصه التعبيرية والأدائية التي تضبط درجة الغليان والاختلاف والمغايرة.

د. محمود جابرعباس

جريدة الزمان 27  كانون الثاني - يناير 2003

 

   نلحظ أن الشاعر في كثير من نصوصه يعمد إلى ممارسة الترميز باستكناه سرّ الحرف العربي وسحريته ومدياته الدلالية.. وهي إحدى الطرق الخلاّقة لكتابة نص مفعم بالمشاعر والأحاسيس.. مفجّراً عبرها ينابيع الخيال بدفق حيوي.. قادحاً شرارة الوجدان للولوج إلى اللاعقلاني للدلالات.. وصولاً إلى عكس التأثيرات النفسية للواقع الإنساني.

 خليل إبراهيم المشايخي

جريدة الزمان 1 نوفمبر- تشرين ثاني 2006.

 

   يعتبر أديب كمال الدين واحداً من الشعراء الذين  تفرّدوا عن شعراء  جيل السبعينيات الذي كان يمتلك طابعاً صاخباً في تجاربة الشعرية والنظرية بينما ظل أديب بعيداً عن التنظير وهرطقة وحطام اللوثة الادونيسية التي دمغت بعض تجارب شعراء جيله، فهو نظرياً ووفق الحسابات التاريخية لمفهوم تاريخ الأدب يعد شاعراً سبعينياً وما عدا  هذا الخانق  النظري النقدي فأديب  شاعر رسالة، اشتهر بتركيزه على جمالية الحروف  مستثمراً  طاقات الحروف  المتعددة الرموز والمستويات هي: "المستوى الدلالي، الترميزي، التشكيلي، التراثي، الأسطوري، الروحي، الخارقي، السحري، الطلسمي، القناعي، الإيقاعي، الطفولي".

 وديع شامخ

مواقع كتابات ودفاتر والحافة 7 آذار- مارس 2007

 

   يملك الشاعر أديب كمال الدين هاجساً من طراز خاص للمغامرة ورغبة كامنة في كشف خطابه الشعري على نوع من الإباحة في التصريح والمفارقة الشاقة بين محموله اللغوي ولعبته الرمزية التي عمد فيها إلى تداول الحرف كمجسّ لحركة الرؤيا بحثاً عن أصل اللذة وتمثّلها في المجال الرمزي من خلال تعدد صور الخلق في البنية النصية للغة والجسد والدين والأسطورة. فهو حريص على تشكيل علاقة بنائية في هذا المجال، يستحضر فيها الكثير من الثنائيات التي تجعل لعبته الشعرية مجذوبة إلى الاستغراق في عملية تقابل وترميز متوالية  ولعبة  توليد لا يجفّ فيها المعنى عن إنتاج صوره ودلالاته.

علي حسن الفواز

جريدة الزمان 8 آذار- مارس 2005

 الصفحة الرئيسية